الجمعة، 2 نوفمبر 2012

الأميرة تنتظر

إذا أردت أن تقرأ وتتحمس وتتمتع بالاثارة فاقرأ قصص المغامرات ، واذا أردت أن تقرأ عن مصير الانسان وقراراته وآماله فاقرأ السير الذاتيه.
ولكن إذا أردت أن تحلم فاقرأ لصلاح عبد الصبور، هو يتعامل مع الكلمات كصانع حلي يرصع الكلمات باللؤلؤ ويصنع منها تيجان يحلي بها رؤس أمرائه وملوكه، كاتب القصر هذا يحكى لنا عن حالة انتظار أميرة لحبيبها لكنها تكتشف في النهاية أنه كذبة، فهي تنتظر السراب لكن أحاسيس الانتظار والتأمل والحب والحياة وخيبة الأمل كلها تجتمع بين نبضات الكلمات فتحيا للأبد، المسرحية بلا أحداث تقريبا وبلا اثارة لكن هي فقط تعطيك الحلم فمع الكاتب تحلم تنتظر تتأمل وتتألم، لغته رشيقة حالمة قوية وضعيفة مؤلمة ومريحة هادئة وسريعة هي كل المتناقضات مجتمعة بلا تنافر ، المسرحية ذات طابع شعري لكنه الشعر السهل الممتنع فهو بعيد عن الكلمات الصعبة الملتفة كلماته سهلة مع الاحتفاظ بالموسيقى الرنانة التى لا تخل بالمعنى او المبنى ، من أجمل ما قال فيها على لسان الوصيفة وهي تصف الأميرة عندما تنزل السلم:
من أعلى السلم يختال قوامك
موسيقى تلتف وتتمهل 
نغم تفرطه أقدامك
ويعود ليتشكل
وتصف الأميرة وصيفة أخرى قائلة:
في وسط السلم تحتار العين
ثوبك أم صفحة فضة 
تتمرغ فيها شمس الصيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق