الأحد، 18 مايو 2014

قصر الكلام- جلال عامر


الحسرة ....السخرية ..الألم والأمل
 هذا ما يشعرنا به هذا الكتاب
فالكاتب يجعلنا نتحسر على حالنا ونسخر منه في نفس الوقت،
كنت كل يومًا أذهب فيه الى العمل ابدأ يومي بشراء جريدة" المصري اليوم" ( من عند عم حسين بتاع الجرايد اللى على الناصية) ثم اشتري( فطيرة سخنة ملهلبة من فرن عم محسن) وأبدأ رحلة الصيف والشتاء في الميكرواصات اللى بتشيلنى وتحطنى طول الطريق ولا لا يخفف من همها الا هو بمقالاته الساخرة التي ترسم البسمة على شفاهي كل يوم.
واسلوب الكتاب يذكرنا بقيمة غابت عن مجتمعنا وهو احترام أراء الأخرين، وعدم مهاجمة شخص معين بسبب رأيه المختلف. ففي الفترة الأخيرة كم سمعنا عن اصدقاء خسروا صداقتهم وأقارب تشاجروا معا بسبب آرائهم السياسية المختلفة “فنحن ديمقراطيون جداً… تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم والأب”  كما يقول الساخر السياسي الضاحك الباكي "جلال عامر"
ولكنه  يمتلك رأيًا سياسيًا تتقبله وان عارضته فكريًا بسبب اسلوبه الراقي الساخر الذي لا يقلل من اعدائه ولا يتعصب لأصدقائه.
فهو يهاجم بزوق الحكومات  فيقول:"في العالم الثالث يمتلك الحاكم حكمة لقمان ويمتلك رجال الأعمال مال قارون ويمتلك الشعب صبر أيوب" ،وهذا ما نفتقده في الاعلام اليوم الحيادية والرقي "فلأن وزير التعليم يرسل أبنائه للتعلم في أوروبا ووزير الصحة يسافر لأمريكا لتلقى العلاج  ، لذلك احب مصر من وراء زوجتي" ويقف بجوار الشعوب دائمًا:"فنحن اول بلد يستبدل العقل بالعقال وتبادل السلطة بتوزيع الشنط ، وجعلنا الريح يا خد من البلاط بالضريبة العقارية"
ويقف بجوار المظاليم خاصة الغلابة:"الغلابة في بلادنا لا بواكي لهم في برنامج حزب ولا برنامج تلفزيون"
حتى انه انتقد قوانين البلاد :"الاحترام من طرف واحد مثل الحب من طرف واحد، مرض، وسوف نحترم القوانين عندما تحترمنا القوانين"،ولا تنتظر من تحقيق القانون شئ "فالمحاكم في مصر درجات(ابتدائي و استئناف ونقض وهروب)"
 . وهو صاحب المقولة الشهيرة:"ياريت كان مبارك ضربنا وراح حكم اسرائيل تلاتين سنة"
فالكتاب هو تجميع مقالاته اليومية التى كانت تصدر في جريدة المصري اليوم  في الفترة من نهايات حكم مبارك وحتى ما قبل تولي مرسي ، وهي فترة مهمة جدا ومقالاته تعتبر تأريخًا وتفنيدًا للأخطاء التى ارتكبها الجميع في تلك المرحلة الصعبة.
وسبب توقف المقالات عند هذا الحد هي وفاته عام 2012والتى جعلتنى افتقدته كثيرا بعدها حتى انى لم اعد اشتري الجريدة بعدما تركها ونفسي اقولك ربنا يرحمك يا استاذ جلال عامر ،كان نفسي تبقى معانا دلوقتى،لما مشيت حسيت اني فقدت حد اعرفه وقريب منى قوي.واشكر ابنائه كثيرًا لأن برَّهم بأبيهم ووفائهم له جعلهم هم الذين يقوموا بتجميع آخر مقالاته في  هذا الكتاب وتنظيمه بهذا الشكل الجميل.  "فالدنيا رحلة والكعب داير، في الاولى معاك أولادك وفي الثانية معاك ربنا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق