الخميس، 15 مايو 2014

حوار مع دودة كتب



حوار مع "دودة كتب"
مترجم عن الحوار الأصلي باللغة الصينية
س: ممكن تعرفي نفسك؟
ج:أنا صينية ، مسلمة،  اسمي : سونج باي ، 28 سنة
س: كم كتابًا تقرأين في العام الواحد.
ج: لا أعرف لم أحصيها من قبل ولكنى سأعدها الآن،
 ( فتحت الآي باد وأخذت تعد الروايات التي قرأتها لمدة عام وقالت لي)
لقد أنزلت هذا العام 240 كتاب ولم أقرأ منها 40 كتابًا إذًا فإنى قرأت 200 كتابا هذا العام.
س: ماذا أضافت لكِ القراءة؟
ج:القراءة غذاء الروح، وهي سلم ارتقاء الأمم، الغذاء الروحي أهم من الغذاء المادي قد يصوم الإنسان عن الأكل أو الشرب فيعيش، وإن صام عن القراءة تموت روح الإنسان.
س: ما هي الكتب التي تحبي أن تقرأيها؟
ج: لقد اختلفت الكتب باختلاف مراحلي العمرية، فمنذ الصغر وأحببت قراءة كتب التنمية البشرية، وفي فترة الدراسة الثانوية وكتب الأدب والقصص الرومانسية وملخصات الروايات العالمية المترجمة، والكتب التراثية والتاريخية الصينية ، فلقد قرأت كتاب " الثلاث ممالك المتحاربة " 30 مرة(هذا من أهم الكتب التاريخية الصينية على الإطلاق وهو يحكي تاريخ ما قبل توحد الصين مثلما وحد مينا القطرين في مصر ويحكي عن المعارك والحروب السياسية التي دارت في ذلك الوقت ) ، وقرأت رواية" المقصورة الحمراء" 10 مرات (من أهم الروايات الصينية مثل ثلاثية نجيب محفوظ عند المصريين )وفي فترة الجامعة بدأت أقرأ الروايات التي تحولت الى افلام أو مسلسلات وقراءة الروايات البوليسية والحربية، والآن أقرأ السير الذاتية للمشاهير وكتب علم النفس وعلم الاجتماع .
س:متى بدأتِ القراءة ؟
ج:منذ أن تعلمت القراءة منذ الطفولة، كنا فلاحين فقراء وكان أبن جيراننا محاسب ويشتري الجرائد كل يوم، وكنت أذهب إليهم وأقرأ جرائدهم على باب منزلهم وأعيدها لهم، وبدأ حبي للادب منذ دخولي للمدرسة ودراسة الأدب وبدأت أكتب منذ الطفولة وكانت درجاتي المدرسية أعلى درجات في الأدب وبدأت أكتب وحصلت على عدة جوائز مدرسية في الكتابة
س:هل من أقاربكِ أحد يحب القراءة.
ج: إن أبي وأمي لا يعرفون الكتابة ولا القراءة ولذلك فإنى مدينة للقراءة بأنها أول من علمتنى.  وأخي وأختى لم يكملا تعليمهما ولكنهما يحبان القراءة أيضًا، كان مصروفي اليومي وأنا صغيرة 10 يوان (العملة الصينية) وكنت أشتري الكتب ب7 يوان ، وكان من الممكن ألا آكل لمدة يومين بسبب نفاد النقود التي معي ولكنى لم أكن أبالي وكنت أنهي الكتب الكبيرة في يوم أو يومين وأحيانا لا أنام.
س: ما أجمل الكتب التي قرأتيها؟
ج:كتاب (ترجمة اسمه بالعربية) "العالم العادي" وقد جائت فيه جملة "المعرفة تغير قدر الإنسان" ولهذا أحببته وهذا كتاب من التراث، ومن الكتب الحديثة التي أحبها كتاب  (ترجمة اسمه بالعربية) "الجنازة الإسلامية".
س: هل أنتِ الوحيدة التي تقرأين في الصين بهذه الكمية أم جميع الصينيين يقرأون؟
ج:لقد مرت القراءة في الصين بعدة مراحل، المرحلة الأولى في عام 1948 بعد أن تأسست الجمهورية الصينية، ولكن الحاكم خاف أن يقرأ الناس فيعرفون فيثورون، فقام بعمل " ثورة ثقافية" لمدة 4 أعوام ،  وهي على العكس من معناها كانت نقطة سوداء في تاريخ الصين بل تاريخ البشرية على الإطلاق فقد تم احراق جميع الكتب الصينية واعدام وسجن جميع الكتاب حتى انه عدد كبير من الكتاب قد انتحر حزنًا على حال الوطن، أى ان القراءة الحديثة في الصين بدأت من الصفر، وبعد هذه ا لمرحلة بدأ إزدهار القراءة، والآن معظم الصينيين يحبون القراءة ، وتقيم الدولة مشاريع لتشجيع القراءة من المدارس بتوفير المكتبات المجانية للطلاب وكل عام مقرر للطالب قراءة عدد معين من الكتب وعلى القراءة درجات تساعده في زيادة المجموع وبدأت الحكومة في مشروع"حمَّى القراءة" بتقليل أسعار الكتب وتشجيع المكتبات وتشجيع المواطنين على القراءة، وعمل مكتبات ذاتية الكترونية في الشوارع تعمل بالعملات المعدنية.
س: هل تحبي الكتب الورقية أم الكتب الالكترونية؟
ج: احب الكتب الورقية بالطبع لكنى الآن بعيدة عن بلادي ولا يوجد مكان لشراء الكتب فأقوم بتنزيلها من شبكة الانترنت.
س: ممكن تصفي نفسك بأنك "دودة كتب"؟
ج: انا ممكن أصف نفسي بأني "بقطع الكتب من القراءة" وأني بقرأ الكتب "فوق ثلاث أماكن"
س:"فوق ثلاث أماكن"؟
ج: نعم،" فوق" سريري وأنا استعد للنوم،" فوق "منضدة الطعام وأنا آكل ،"فوق" الحمام
س: فوق الحمام؟
ج:نعم ، هل تعرفي كم سنة من عمرنا نستغرقها ونحن في دورة المياة؟ انه عمر كامل ضائع، ويجب علينا استغلال كل دقيقة في عمرنا لأن الحياة قصيرة.
هي: هو انتي بقيتي صحفية ولا ايه؟
أنا: لا انا بس بحب اشجع الناس على القرايا.
هي : طب ممكن اقول حاجة للعرب.
انا : اتفضلي
هي: انتو بتقروا قليل قوي، نفسي اقول للعرب انكو فكركوا مقيد، يجب أن تحرروا افكاركم، وهذا التحرير لن يأتي الا عن طريق القراءة فالحضارة الانسانية لا تعلوا الا بالقراءة ، عندكم ماضي حضاري مجيد، لكن الحاضر كله صراعات وحروب، لماذا لا تقرأو في المقارنات بين الأديان فيتمتع فكركم بالتعددية والتسامح .
والشعب الصيني أكثر من درس القراءة فهناك دراسات على أنواع القراءة وأساليب القراءة وكيفية اختيار الكتب المناسبة.
س: هل ممكن ان ترسلي الى هذه المقالات والدراسات فأترجمها لأصدقائنا.
ج: بالطبع سأرسلها لكِ ولكن على شرط ان تعلمينى أقرأ الكتاب الذي أتمنى قراءته.
س: ما هو الكتاب الذي تتمنى قرائته؟
ج: القرآن الكريم. فأنا لا اعرف من العربية الا الحروف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق