السبت، 23 نوفمبر 2013

اقرأ لتعرف لتكون


"اقرأ ،لتعرف ،لتكون" - هذا ما كان مكتوبًا أعلى أحد المكتبات الصغيرة الموجودة بجوار أحد محلات شارع فيصل كما كتب أيضًا" "الإعارة مجانية لجميع الأعمار بدون ضمانات، جوائز للأطفال حتى 14 عام في حالة القراءة وكتابة ملخص لما تم قرائته في نصف صفحة فلوسكاب وسؤاله لمدة دقيقتين". - ياترى لمن هذه المكتبة؟ما فكرتها وما هدفها؟؟ قال عم سيد موناليزا صاحب المكتبة:"يقول الناس عن المحب للقراءة أنه دودة كتب أما أنا فلو كان هناك تسمية أكثر من هذه لحب القراءة لسموني بها، الأمر يفوق ما تتخيلي". "أنا اسمي "سيد موناليزا "لست خريج جامعة أنا معي دبلوم فني في صيانة أجهزة تصوير الطائرات عملت بالقوات الجوية واشتركت في حرب 73 حتى أنى أُصبت في الحرب." "حبي للقراءة له قصة منذ الصغر ، كان أبي أميّ لا يعلم الكتابة والقراءة ولذلك كان أبي يجعلنى انا واخي وأختى نقرأ له اخبار السياسة فكنت مجبرًا ان أقرأ له الاخبار كل يوم وعندما كنت أقرأ سطر وأترك سطر كان يضربني على وجههي ، وبعد أن كنت أقرأ قهرًا أصبحت مقهورًا بها،ولا أستطيع ألا أقرأ، وعندما تقرأ تزيد معرفتك، فتدفعك إلى التقدم أكثر ، وفي شبابي كنت أذهب إلى المكتبات وأشتري أحدث الإصدارات ولا أفكر في ثمن ما أشتريه ولكني كنت أفكر في كم ما سأشتريه، فكنت زبونًا دائمًا على المكتبات وأشتري نسخًا كثيرة من الكتاب الواحد وأهدي بها أصدقائي ، وكنت أحضر الصالونات الثقافية، حتى أصبحت رئيس اللجنة الثقافية في نادي الزمالك لفترة ما وهذا المنصب أتاح لى التعرف على الكثير من الشخصيات المهمة في عالم الأدب". "هذه المكتبة بها 686 كتاب مقسمة الى اكثر من 7 أقسام :ادب عربي وأجنبي وتاريخ وفلسفة وتنمية بشرية وقصص أطفال ودين ، يستعير مني قرَّاء كثيرون منهم اساتذة جامعة، وألاحظ أن الشباب يستعيرون أكثر من غيرهم، والفتيات يستعيرون أكثر من غيرهن، والكل كان يستعير قبل الثورة أكثر من بعدها اعتقد لأن الناس انشغلوا بهمومهم، وعندي سجل أدون به المستعيرون وأرقام تليفوناتهم، وأحب تنظيفها كل فترة لأني لا أحب أن يستعير أحد منى تابًا متربًا" - وعند سؤاله إذا كان هناك من استعار منه كتابًا ولم يعيدها قال: "طبعا في ناس مبترجعش الكتب فبتصل بيهم بالتليفون واللى مبيرجعوش برده مبزعلش منه ،لانك لو حولت الكتاب لهدية بتبقى احسن هدية" "اكتر حاجة بتفرحني لما بلاقي اطفال عمرهم12سنة ملخصة الكتب وبسألهم بيردوا عليا بديهم هدايا وبدي هدايا للأولاد اللى بيتفوقوا في الثانوية العامة" - ومن أطرف ما في مكتبة عم سيد أنك ستجد كتبًا في الدين الاسلامي والمسيحي واليهودي والماثونية والعلمانية وعن ذلك قال:"أنا قريت في كل الأديان عشان اعرف الحياة، وكمان روحت زرت الأماكن الدينية كلها المحفل الماثوني والبهائي والمساجد والكنائس المهمة في العالم ، أنا هوايتى السفر زرت بلاد كتير للسياحة:أمريكا – استراليا- ألمانيا-الكاميرون- الصين- ماليزيا-اندونيسيا-سنغافورة - كل البلاد العربية تقريبا- وللأسف إسرائيل- حوالي 43دولة مختلفة" "ومرة جت البلدية كسرت المكتبة وقال لى الظابط: هو انت هتعمل دار للكتب؟" بس الحمد لله الكتب محصلهاش حاجة وعملت مكتبة جديدة. "أنا كتبت كتابًا صغيرًا أسمه"هيا بنا إلى الهمجية" فيه مذكرات وصوري في البلاد المختلفة ومع شخصيات أدبية مهمة ،ممكن أديهولك تقريه" - عم سيد موناليزا سمى نفسه بهذا الاسم انتسابًا لرائعة ليونارده دافنشي لوحة الموناليزا لارتباط اسم هذا الفنان بفن التصوير وهو مجال دراسة عم سيد، وقد كان فقيرًا وبمجهوده يملك الآن سوبر ماركت ومحل لبيع الذهب ومحل لبيع الفضة وأولاده يعملون معه - توجد سبورة صغيرة أمام المحل يكتب عليها عم سيد كل يوم حكمة جديدة من تأليفه بجوار رفوف المكتبة الصغيرة. - عم سيد ابتسامته لا تفارق وجهه وهو يداعب كل من يشتري منه شئ أو يمر أمام المحل، ويهدى الحلوى للأطفال ويداعبهم. "فهل حقًا القراءة تهذب الناس؟ أم أنه لا يقرأ إلا المهذبون؟"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق