الفيل الأزرق

في حكمي على الروايات لا يهمنى على الاطلاق ان كان جميع الابطال يموتون، ويعيش فقط المؤلف والقارئ فقد يكون موت البطل ضروري لانه- لازم يموت - او لان موته يحمل رسالة معينة يريد الكاتب ان يقدمها للقارئ، لم استاء ابدا لان جميع ابطال رواية "الفيل الازرق"قد ماتوا او ينتظرون، ولكن مشكلتى مع الرواية مشكلتين 

1. المشكلة الاولى انى من سؤ حظي قد قرأتها بعد رواية 1919 فجميع النقاد يقولون ان 1919 هي ذروة اعمال أحمد مراد حتى الآن وانها افضل اعماله ، وانا من سؤ حظي قد قرأت افضل الاعمال ثم قرأت عمل اقل منه درجة في نظري على اقل تقدير،

2. المشكلة الثانية في انا شخصيًا ، فقد نجح مراد في التشويق والاثار ة بدرجة ممتاز ،حتى انك لا تتمكن من ترك الرواية حتى تنتهي منها، ومراد يعتمد في ذلك على فضول القارئ ، ولكنى انا عن نفسي لا احب الاثارة والتشويق الى هذا الحد ،

3. بالاضافة الى الشحنة السلبية الرهيبة التي تركتها الرواية بقلبي، فالكل يموت بلا سبب مقنع وبلا نظريو معينة ، وأسئلة كثيرة لم يقنعني بإجابتها احد حتى الآن، ولقد اكملت الرواية حتى النهاية لأعرف اجابة واحدة على الاسئلة ،فإذا بالنهاية تعطيني نهاية مفتوحة ، (بس كانت مفتوحة على الآخر قوي لدرجة انها بقت اكتر حاجة مش مفهومة في الرواية)، 

4. الوصف كان رائعًا ينتقل بك من العصر الحالي حتى عصر المأمون، من كاتب موهوب يملك أدواته، ولكن الرواية غامضة زيادة عن اللزوم، غموض مشوق لكن لا يترك في قلبك اى مشاعر ايجابية تغفر للكاتب (شحتفتك على القراية )وفضولك لمعرفة النهاية حتى تأتي النهاية صفعة على خدك ( او قفاك ) وتشعرك بالاسى على الوقت الذي ضاع جريا وراء الكاتب في حكيه عن الاحداث المروعة الرهيبة المخيفة،

5. كما احزنني ايضا ان العالم يتجه الى العلم ونحن نتجه بموضوعات رواياتنا الى السحر والشعوذة والخرافات وهذا ما آلامنى جدا، كما ان الموضوع الرئيسي للرواية مرتبط بالغزل الحسي للحب وهذا الموضع لا احب قرائته في الروايات، فمابالك ان الرواية واللعنة كلها مرتبطة بهذا الموضوع، اخذت منى الرواية وقتًا طويلا بعدها حتى افيق من الصدمة، في النهية اقول ان مراد موهوب واتنبأ له بمستقبل رائع واسامحه على رواية " الفيل الازرق" تلك من اجل 1919 والتي احبها جدا، وانا اعتقد ان حب احد الروايات وتفضيلها عن غيرها يكون حسب الميول الشخصية فمن يحب الاثارة والتشويق والخيال سيحب الفيل الازرق ومن يحب التاريخ والواقعية سيحب 1919 واعتقد ان الكاتب الناجح يجب ان يرضي جميع الازواق.

واخيرا لقد قرأت الرواية حتى اتفرج على الفيلم ولكنى سأتردد كثيًرا قبل ان افعل ذلك خوفا على حسي المرهف فقد لا انام من الخوف ، ومن يدري فقد أشاهده يومًا.