"بالأمس
حلمت بك" يثبت بهاء طاهر بها أنه المتربع على عرش القصة القصيرة المعاصرة
بلا منازع ، وهي مجموعة قصصية تتحدث عن أشخاص عاديين مثلي ومثلك في مواقف
مختلفة من الحياة مجرد ومضات يلقي بها على ملامح الشخصيات التي يرسمها
بريشته بلغة مركزة ساحرة تغنى عن مجلدات وقصص مطولة لتصف هذه الشخصيات
وأحوالها فتحتار مع ليلى في قصة"قهوة سادة" وتتألم لألمها الحزين لوفاة
والدها ومسؤلية اخوانها واخواتها وتتسائل هل ستتزوج من تحب ام ستقبل
بالعريس الكهل الذي رشحه لها عمها، وهذا مالا يجيب عنه بهاء طاهر بل يتركك
تتأمل وتفكر معه وتكتب النهاية التي تحلو لك، فقصصه لا تعطيك حلول جاهزة او
إجابات واضحة بل تفتح لك طاقة صغيرة تتوغل من خلالها إلى عوالم أخرى لمدة
قصيرة ثم يغلق الطاقة أمامك لتفكر معه في الأحاجي التي رأيتها ، وستتألم
معه ومع الرجل العجوز في قصة "نصيحة من شاب عاقل" والذي كان يسأل الأستاذ
عادل أن يعطيه مساعدة مالية ورفض الاستاذ عادل بشدة متعللا ان العجوز مدمن
ويصرف الأموال التي يعطها له على الكيف ويتزلل له العجوز بكل الطرق حتى
يسقط أمام سيارة ويهرب عادل ولا يسأل هل مات العجوز أم لا، فهل مات العجوز
وهل كان عادل عنده حق ام كان قاسيًا فيما فعل؟، وسترى في المجموعة القصصية
أيضًا قصة "سندس: الغجرية الجميلة التى لمم تتزوجح لأسباب لم يفصح لنا بها
الكاتب واالتى تبيع الملابس للفلاحات أثناء غياب أزواجهن في العمل في الحقل
ويرسم بأنامله أمامك الريف والشجر والحيوانات وكل شئ وكأنك هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق