الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

ثلاثيات

ثلاثًا يجب حمايتهم    :الوطن والشرف والأهل
ثلاثًا يجب كبح جماحهم :العاطفة واللسان والسلوك
ثلاثاً يجب التفكر فيهم  : الحياة والموت والبعث
ثلاثًا يجب نبذهم      :الجريمة والجهل والخيانة
ثلاثًا يجب تجنبهم     : الكسل والهمجية والاستعلاء
ثلاثًا يجب حمايتهم    :المقدسات والسلام والسعادة
ثلاثًا يجب احترامهم   :الارادة والكرامة والطيبة
ثلاثًا يجب اثرائهم    :الحكمة والأخلاق والعلم

مترجمة عن اللغة الصينية من مجلة读者

بعض الكلمات المهمة
الشرف 荣誉 róngyù 

الجريمة罪恶 zuì'è   

الجهل无知 wúzhī

الخيانة背叛bèipàn

الكسل 懒惰lǎnduò

إرادة坚毅jiānyì

كرامة 自尊zìzūn

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

نحن لا نمتلك العالم

مقال مترجم عن اللغة الصينية للكاتب  柳君
من مجلة 读者 العدد 342
    كان طفلي يريد أخذ الزجاجة من يدي، فلم أعطها له، فأخذ يبكي ويصرخ، ولم يستطع أحد اسكاته، وبعد نصف ساعة سكت صراخه فجأة وكانت أول جملة يتلفظ بها:"الزجاجة".
فقلت له:"لقد رميت الزجاجة".
   ثم أخذ في البكاء مرة ثانية، ثم وقفت زوجتي وهي تقول لي:"انه مازال طفل صغير ذو عامين، فلتتساهل معه قليلاً".
ولذلك أخذت أقول له:" الزجاجة قد تبخرت مثل المياه ، أنا أكلت الزجاجة " إلى آخره من هذه الأكاذيب.
ثم قال طفلي لي:" الزجاجة، أريدها"، فذهب كل ما فعلته سدى.
   يقال أن الفاصل بين نضج الإنسان وعدمه هو قدرته على التنازل، فالإنسان الذي يعرف متى يضحي يكون قد وصل بذلك إلى تمام النضج.
   ففي الطفولة تكون آمالنا كالأعشاب البرية تنمو بلا ضوابط، وسذاجة الأطفال تصور لنا أننا نستطيع حتى اقتطاف القمر من السماء لنلعب به.
   فإن أوامر الملوك الطغاة تتضائل أمام أمنية طفل، فتمسك الطفل بطلباته كفيل أن يجعل أعتى مستبدوا العالم يشعرون بالنقص أمامه.
   فكيف نربي أطفالنا؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال في حماية الأطفال من التطبع بطبع الجشع، وفي نفس الوقت عدم تجريدهم من الأحلام.
   ففي أحد الأيام خرجت مع طفلي للتنزه، وكان يوما حارًا فطلب مني طفلي أن أوقف احد سيارات الطريق لنركب فيها ونعود للمنزل، فقلت له:"هذه سيارات الآخرون ، ونحن لا نستطيع ركوبها".
وعندما رأى طفلي أحد المخابز تعرض ما يحبه من مأكولات، رفع يده ليأخذ ما يريد فقلت له:"هذا الأكل ليس لنا، إذا أردت الأكل فلنشتريه بأموالنا ".
    وعندما كان ابن أختي في السابعة من عمره أخذ ثمرة فاكهة من أحد محال بيع الفاكهة، فأَخبرت أخته أختي بما حدث، فضربته فبكى وقال:"لقد أخت واحدة فقط وكان نصفها فاسد".
فقالت أختى لابنها:"حتى واحدة لا نستطيع أكلها دون دفع ثمنها".
ومن حينها أصبح ابن أختي يقول:" عندما اكبر سأدخر من أموالى وأملك محل لبيع الفاكهة لآكل ما أريد منها" .
   إن هذه أمنية، ولكن لها دافع حقيقي بداخله، تحتاج إلى عشر سنوات أو عشرين أو ربما أكثر لتتحقق.
إن تربيتنا للأطفال هي عبارة عن إشعارهم بأن هذا العالم ليس ملكاً لنا، فنحن نمتلك مجرد جزءًا صغيرًا منه، بل لابد لنا من دفع المقابل المناسب لمنتلك هذا الجزأ الصغير الذي يخصنا من العالم.           

الأحد، 28 أكتوبر 2012

يومًا ما ستحبني

نثر مترجم عن اللغة الصينية:

يومًا ما ستحبني
استطيع انتظار حبك لي لينمو يومًا بعد يوم
فهذه الزهرة بين يديك
ألم تكن هي أيضًا بذرة أنبتت في أربعة أشهر 
وتفتحت في ستٍ؟
فبذور زهوري التي تملأ قلبي،
سأزرعها اليوم،
علها تنبت زهرة أو زهرتين.
وليتك لا تطأ زهراتي بقدميك
لعلك يومًا ما تلتفت لزهرة حبي الزابلة أو لأطلال آمالي
وهذه الإلتفاتة ستعوضني عن كل آلامي
فماذا يكون الموت؟ ما دمت يومًا ما ستحبني

الخميس، 25 أكتوبر 2012

حابي


أعشق حابي هذا النهر الساحر الذي بلمسة منه تخضَر الدنا، وبإشارة منه تُزهر الأرض، وأنا هنا  في أحضانه بضع أيام خارج الزمن فوق مركب عائمة كجزيرة غارقة في بحر الأفق، ولكنها دقائق وأقترب من  شاطئ الوصول وأفارقه وتنتهي الأحلام، ليت العمر ينقضي بصحبة النهر، ليتني أعيش حرة هنا قبل أن يسجنني الشاطئ بين أسواره، فالنيل هنا في مدن الجنوب بعنفوانه الفَتِيّ وابتسام امواجه المتهادية، ومياهه التى تحاكى فيروزية السماء أبدية الصفاء، لا يشبه نيل العاصمة الداكنة فهو هناك كهلاً ضحلاً كئيباً، وهناك تغوص كل الأشياء في بقع لا لونية هائمة، بعيدةعن كل منطق وعن كل حياة.
ولكن شاطئ النيل هنا تمتلئ جنباته بذكريات العاشقين ، وتتهادى أمواجه لضحكاتهم، ويطرب هنا النخيل الحارس للشاطئين لأغاني الأطفال اللاعبين المرحين فيحنو بأيديه على وجناتهم ، ويمسح على شعورهم الذي يشبه في سمرته عمق النيل وأرضه، وتحاكي تمواجت شعرهم الكثيفة تموجات النيل الرائقة . وفي خضم ترحالى بين الأحلام اقترب مني أحد عمال المركب وناداني:
-         يا آنسة لقد وصلنا إلى الشاطئ فأين حقائبك؟فلم يعد غيرك على ظهر المركب.
حدثت نفسي متحسرة: إذاًحانت لحظة الرحيل تاركة جزيرتي السرمدية.
وعلى الشاطئ رأيت موكباً جميلاً من عربات تجرها الخيول، ركبت عربة مزخرفة رائعة بخيول رشيقة وقفت أمامي ، ركبت العربة وراء رجل وامرأة يظهر من ملابسهما أنهما ذا شأن عظيم، تشاغلت بالطريق عن الاستماع إلى حديثهما وتابعت بقلب حاسد جمال وسحر كل ما حولي .
ثم بدأت أتسمَّع لما يقولان،  وقد دخل الموكب إلى معبد بجوار النهر، فقال الرجل لرفيقته:
-         انظرى يا مليكتي إلى المسلتين اللتين تتنافسان في ملامسة السماء وإلى هذا الصرح الهائل وإلى هذه التماثيل الشامخة لقد صنعتها كلها تقرباً للسماء. ولتَرِ معى ما أعددت لكِ من مفاجئة كبرى هناك.
استمر الموكب في السير بين الكباش ،ثم توقف أمام تمثال شامخ فنظر إليها و قال:
-         أنظرى إلى هديتك يا محبوبتى.
-         ما أجمل هذا التمثال؟ ما هذه المهابة؟ إنه كبير جداً  .
-         وانظرى هنا، من يقف فوق قدماى؟
-         إنه أنا ، ما أجملنى أقصد ما أجمل التمثال، لكن كيف تجعلنى أقف فوق قدميك فلا ألامس إلا ركبتيك، إنى قصيرة جداً، هذا ليس عدلاً.
-         ولكنها عادة الفنانين هذه الأيام ، فهي مجرد حداثة في الفن صبغتها على التمثال ، وانتِ تعلمين مكانتك بقلبى، و سأعبر لكِ عن حبى بأني سأريكِ المقبرة الرائعة التي حفرت لكِ في الوادي.
-         أتتمنى لى الموت ؟
-          أبداً، أبداً، فلتزيدك حتحور بجمالها ولتحرسك ماعت بحكمتها.فإن كانت كل النساء حبهن كالمعابد، فأنتِ  أنتِ محراب قلبي، وهيكل صلوات حبي.
ثم اقترب منها ووضع حول جيدها جعراناً فيروزياً زاد وجهها الوضَّاء نوراً، وقال لها: لقد ازداد هو اشراقاً بجمالكِ أنتِ.
 فأمسكت بيده واحتوتها في صدرها كما يحتوي حابي أرض كِمِت ممتنة هامسة:
أيا مليكي ومليك الأرضين والتاجين، أرجو أن تذكرني دائماً حتى عند انتقالي لأرض الغروب، وتظل حينها صلواتي تحتمي بحماك.
فوضع يده الأخرى على رأسها مباركاً واعداً: ستظلي دائماً جميلة الجميلات الخالدة أبد الدهر، فأنتِ بعد النهاية ستظلي تجيئين إلى العالم في إشراقة كل شمس ذائبة لتضفي على الأرض من سحرك.
نزلت من العربة واختبأت وراء أحد الأعمدة الشاهقة الرشيقة المتراصة بكثافة كأشجار الغابات الاستوائية، فلتكن خمسون أو مئة أو يزيدون بل قل كثيرون وكفى، فمشيت بين الأعمدة ومرَّت عيني على جدران المكان فرأيت حياة كاملة في إبداع عظيم تحكي كل شئ وتنطق في صمت بكل الأحداث في خطوط ورسوم متآلفة ، شاهدت الرموز المتراصة فلم أتفهم منها ما كُتب ولكني أحسست أنها تحدثني وتحكي لي، وتفصح لي أنا بأسرارها العميقة من دون الكائنات، وتوحي لي في همس مكتوم، انتهت الأعمدة فأفضى البهو إلى بحيرة صغيرة وسط المعبد، تحيط بها أشجار منحنية في خشوع المبتهل، وتعكس صفحة البحيرة كل الخيالات فوقها، مددت ناظراي وراء البحيرة حيث الرياض اللانهائية، وشاهدت ذراع حابي تلتف حول الرياض من هناك ويحنو عليها راوياً، وكأنه يحمي ابنته الصغيرة ليهبها الخلود، ورأيت فتيات جميلات يقتربن من البحيرة القريبة ويتدلين لملء الماء، فهممت بالاتجاه نحو احدى الفتيات لأتحدث إليها، فتعثرت قدمي في صخرة صغيرة، وارتطمتُ بالأرض، فسمعت دبيب أقدام تتجه نحوي، ورأيت قدمين راسخين وقفتا أمامي، وذراعاً قوية تمتد أمامي فامسكت بها ونهضت، وتأملت مَن أوقفني فإذا برجل مفتول العضلات يرتدي شعراً مستعاراً يخفي رأسه الحليق، وعينان غائرتان يحددهما كُحلاً رشيقاً، ممسك  بيديه قوساً وسهماً، وعلى وجهه هيبة الفرسان وسألني في لهجة تريد إيقاظي وتثبيت عيناي الزائغتين: كيف دخلتي إلى هنا؟