الأحد، 8 يونيو 2014

عزازيل - يوسف زيدان



"قالوا عنها:
"لو قرأنا هذه الرواية قراءة حقيقية، لأدركنا سمو أهدافها ونبل غاياتها الأخلاقية والروحية التي هي تأكيد لقيم التسامح وتقبل الآخر، واحترام حق الاختلاف، ورفض مبدأ العنف. ولغة الرواية لغة شعرية، تترجع في أصداء المناجاة الصوفية، خصوصًا حين نقرأ مناجاة هيبا لربه" - د.جابر عصفور
"يوسف زيدان هو أول روائي مسلم، يكتب عن اللاهوت المسيحي بشكل روائي عميق. وهو أول مسلم، يُحاول أن يعطي حلولا لمشكلات كنسية كُبرى.. إن يوسف زيدان اقتحم حياة الأديرة، ورسم بريشة راهب أحداثًا كنسية حدثت بالفعل، وكان لها أثر عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية" - المطران يوحنا جريجوريوس
تدور أحداثها في القرن الخامس الميلادي ، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية ، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة ، والمؤمنين بالمسيحية الجدد والديانة المصرية القديمة  المتراجعة
الرواية هي ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة، وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية.
. الرقوق الثلاثين عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا، والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي والتي تلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبري بسبب اختلاف المذاهب والمعتقدات الكنسية .والذي خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت.  ثم خرج هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد  مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في القدس  و لقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية. .
1- الرواية تتحدث عن الصراعات الدينية بين المذاهب المختلفة والأديان المختلة كثيرة هي الكتب التي تناولت الخلافات بين الديانات ، ولم نجد كاتبًا واحد مسلم أو مسيحي يكتب عن التشابهات بين الديانات ، وانا اتمنى يوما من  كاتب مسيحي ومسلم ان يؤلفا معا كتابا عن النصوص المتشابهة بين القرآن والإنجيل
فلماذا يدرس الطلاب المسيحين النصوص القرآنية في المدرسة ولا يدرس الطلاب المسلمين النصوص الإنجيلية ، فينشأ الطالب او الطفل على حاجز نفسي ينميه المجتمع والكثير من الآباء المتعصبين ، فإن لم تتقبل المختلفون معك في ديانة على ارض واحدة لن تتقبل بالطبع ثقافات وآراء مفيدة مختلفة عنك ، فهذه دعوة لتقبل الآخر والتفاهم والتسامح، فانا لا ارى مانع ابدا من ان يدرس الطالب المسلم النص الانجيلي""ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ"" مثلا "" او ""الفم العذب يُكَثِّر الاصدقاء، واللسان اللطيف يُكَثِّر المؤآنسات"" مثلا، فالتسامح ثقافة يجب تربيتها في وعي الانسان من الصغر.
2-من اكثر المشاهد المؤلمة والمؤثرة في الرواية مشهد قتل هيبتا وتعذيبها وهنا يناقض فيها زيدان
 فكرة تعارض الفلسفة والعمل مع الدين، فكثير من العلماء والفلاسفة تم تكفيرهم بل وقتلهم بسبب تعارضهم مع الدين على مر العصور، كما تم قتل هيبتيا وهي العالمة والمتفلسفة المصرية التى كانت لها مكانة كبيرة في التاريخ المصري بسبب اعتناقها للديانة المصرية القديمة، وانا رأيي ان في حالة تعارض العلم مع الدين من حقنا ان نختلف معهم ونجادلهم او نرفض ارائهم ولكن ليس من حقنا ان نحجر على تفكيرهم ونقتلهم لان خالقهم أوجدهم وهو الله عز وجل وهو أولى بمحاسبتهم وأولى بإنهاء حياتهم وبقتلنا لهم تعدي على حكم الله ، فاختلاف الفكر لا يجب ان يؤدي الى القتل ، والكثير من العلوم المتعارضة مع الدين بعد تطويرها اصبحت مهمة للبشرية جميعًا مثل الاستنساخ الذي تم تحريمه ، ثم تم تطويره على يد الغرب  ليساعد في زراعة الاعضاء التالفة من جسم الانسان، ومازال الجدل قائمًا على صحة هذه العلوم او لا ،فمن اراد ان يعترف بهذه العلوم فليعترف ومن اراد الا يعترف فلا يعترف،  فهذه حريتنا ،وبالتباعية فإن من حرية الآخرين ايضا ان يفكروا كما يريدون ويبحثوا في العلوم التي يشاؤون.
واعتقد ات اتطلاعنا على الآراء الاخرى والعلوم الأخرى لن يزحزح ايماننا بل على العكس سيزيد اقتناعنا بما نؤمن به . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق